حتى تستقيم الاخلاق

حتى تستقيم الأخلاق

حتى
تستقيم الأخلاق لا بد أن يستقيم الأمر كما أمر الله عز وجل ويسود النظام
في المجتمع وفق دستور يحترمه الجميع . يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُلي الأمر منكم .. الآية ) .
هذه أية عظيمة جمعت الكثير من مبادئ التعايش بين البشر فمتى ما أُطيع الله
ورسوله استقامت أحوال الناس وعم الأمن وسادت المبادئ والمثل التي جاء بها
هذا الدين العظيم دين الإسلام , ومتى ما اختل شيء من هذا الأمر فلاشك أن
ذلك سيؤدي إلى ضعف القيم وتغير المبادئ وهذا بدوره سيؤدي إلى اختلال في
طرق التعامل بين البشر وتبعا لذلك ستتغير الأخلاق عند الكثير .
وفي هذه الحالة لابد من ضابط آخر لأمن المجتمع وهو طاعة ولي الأمر كما أمر
الله عز وجل حيث أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نسمع ونطيع ما لم نؤمر
بمعصية فإذا أُمرنا بمعصية فلا طاعة للمخلوق في معصية الخالق , ولعل البعض
يسأل فيقول وما علاقة الأخلاق بطاعة ولاة الأمر , وأنا أقول أن هذا الدين
جاء شاملا ومتكاملا وكما قيل لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا
إمامة إلا بسمع وطاعة .
ونتيجة لهذه الطاعة تستقيم الأخلاق وفق التشريعات التي يسنها ولاة الأمر
فإذا كان هناك طاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر كان الأمر أكثر ثبات والحياة
أكثر استقرارا وفي هذه الحالة تجد الكل يحترم الحقوق ويقدر الأنظمة .
ولأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالدين فيجب أن تحترم الأنظمة وأن تقدر
جهود المشرعين وأن يُسمع ويُطاع لولاة الأمر لأن طاعتهم من طاعة الله
ولأنهم إنما يضعون القوانين من أجل تحقيق مصالح العباد .
والملاحظ في دول الغرب استقامة أخلاقهم في تعاملاتهم اليومية لا لأن الدين
يأمرهم بذلك ولكن احتراما منهم للأنظمة التي يضعها المشرعون .
فكيف بنا نحن المسلمين الذين نجد أن ديننا جاء في مجمله لبناء الأخلاق فمن
باب أولى أن نكون أول من يمتثل هذه الأوامر طاعة لله ولرسوله . ثم ننظر
فيما يسنه ولاة الأمر من أوامر لتحقيق مصالح العباد فنأتي بها على أكمل
وجه حتى ننال رضا ربنا بطاعته وبطاعة ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم .

وقد يظن البعض أن هناك من يسعه أن يعيش خارج الجماعة ويكفي أنه يأتي
بالأوامر التي أمر الله بها ونسي أو تناسى أن ذلك ليس ممكنا فلا دين إلا
بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة .
وفقنا الله لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال

» ابجدية الاخلاق